كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 3)

الأَوسِ، وفيهما جاءَ الخَبَرُ المأثورُ أنَّ قُريشًا سَمِعوا صائِحًا يَصيحُ ليلًا على جَبَلِ أبِي قُبَيسٍ:
فإن يُسْلِمْ السَّعداِن يُصبحْ مَحمَّدٌ ... بمكةَ لاَ يَخشَى خِلاَفَ المُخالِفِ (١).
وإلى سَعْد بن عُبادة اجتَمعت الأنصارُ للبَيعَةِ عند مَوتِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وحديثُ السَّقِيفَةِ في ذلك مشهورٌ (٢).
ولم يُخرَّج لسَعِيد بن سَعْد في الصحيح شيءٌ؛ لقِلَّةِ حديثِه (٣).
فصل: حديثُ سَعْدٍ هذا رُوي من طُرقٍ جَمَّةٍ عنه، وعن غيرِه واختُلِف في مَتنِه، وخَرَّجه مالكٌ في الموطأ في مَواضِعَ مُفْتَرِقَةٍ بأسانيدَ مختلفةٍ على وجوهٍ شَتَّى، ذَكَره عن سَعْد في باب: صَدقةِ الحَيِّ عن الميّتِ، من كتاب الأقضية.
وفيه: "أنَّ أمَّه امتنعتْ عن الوصِيَّةِ إذْ كان المالُ مالَه فسَأَلَ هل يَنفَعُها صَدقته" (٤).
وذَكَر في الباب عن عائشةَ: "أنَّ رجلًا قال: إنَّ أمِّي افْتُلِتَتْ (٥) نفسَها وأُرَاها لَو تكَلَّمتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عنها؟ " (٦).
---------------
(١) ذكره البخاري في التاريخ الصغير (الأوسط) (١/ ٥١)، وفيه تتمّة.
وانظر: الاستيعاب (٣/ ٥٩٦)، الفتح (٧/ ١٥٤).
(٢) انظره مطوّلًا في صحيح البخاري كتاب: المحاربين، باب: رجم الحُبلى من الزنا إذا أحصنت (٨/ ٣٤٠ - ٣٤٣) (رقم: ٦٨٣٠).
(٣) سبق نقض هذا التعليل. انظر: (٢/ ١٠٢).
(٤) وهو حديث الباب.
(٥) أي ماتت فجأة كما في الطريق الآخر، وانظر: مشارق الأنوار (٢/ ١٥٧)، النهاية (٣/ ٤٦٧).
(٦) الموطأ (٢/ ٥٨٢) (رقم: ٥٢)، وسيأتي في مسند عائشة (٤/ ٤١).

الصفحة 98