كتاب غاية المقصد فى زوائد المسند (اسم الجزء: 3)

باب منه
3557 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِى أَبِى، عَنْ مِينَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَنَفَّسَ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: نُعِيَتْ إِلَىَّ نَفْسِى يَا ابْنَ مَسْعُودٍ.
3558 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، [حَدَّثَنَا يَزِيدَ] ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نُعِيَتْ إِلَىَّ نَفْسِى بِأَنَّهُ مَقْبُوضٌ فِى تِلْكَ السَّنَةِ.
* * *
باب تخييره بين الدنيا والآخرة
3559 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ ابْنِ أَبِى الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ يَوْمًا فَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً خَيَّرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِى الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَعِيشَ فِيهَا، يَأْكُلُ مِنَ الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، رَضِى اللَّه عَنْه، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ أَنْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً صَالِحًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ! وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِى اللَّه عَنْه، أَعْلَمَهُمْ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا، وَأَبْنَائِنَا، أَوْ بِآبَائِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنُّ عَلَيْنَا فِى صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ مِنِ ابْنِ أَبِى قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِى قُحَافَةَ، وَلَكِنْ وُدٌّ وَإِخَاءُ إِيمَانٍ، وَلَكِنْ وُدٌّ وَإِخَاءُ إِيمَانٍ، مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ -[334]- اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

الصفحة 333