كتاب غاية المقصد فى زوائد المسند (اسم الجزء: 3)
2813 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ ثَلاَثَةَ نَفَرٍ انْطَلَقُوا، قَالَ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
2814 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ، حَدَّثَنِى عَبْدُ الصَّمَدِ، -[90]- يَعْنِى ابْنَ مَعْقِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ: حَدَّثَنِى النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الرَّقِيمَ فَقَالَ: إِنَّ ثَلاَثَةً كَانُوا فِى كَهْفٍ، فَوَقَعَ الْجَبَلُ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ، فَأُوصِدَ عَلَيْهِمْ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: تَذَاكَرُوا أَيُّكُمْ عَمِلَ حَسَنَةً لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِرَحْمَتِهِ يَرْحَمُنَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً، كَانَ لِى أُجَرَاءُ يَعْمَلُونَ فَجَاءَنِى عُمَّالٌ لِى فَاسْتَأْجَرْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِأَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَجَاءَنِى رَجُلٌ ذَاتَ يَوْمٍ نصف النَّهَارِ فَاسْتَأْجَرْتُهُ بِشَرطْ أَصْحَابِهِ فَعَمِلَ فِى بَقِيَّةِ نَهَارِهِ كَمَا عَمِلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِى نَهَارِهِ كُلِّهِ، فَرَأَيْتُ عَلَىَّ فِى الزِّمَامِ أَنْ لاَ أُنْقِصَهُ مِمَّا اسْتَأْجَرْتُ بِهِ أَصْحَابَهُ لِمَا جَهِدَ فِى عَمَلِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَتُعْطِى هَذَا مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَنِى [وَلَمْ يَعْمَلْ إِلاَّ نِصْفَ نَهَارٍ] فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَمْ أَبْخَسْكَ شَيْئًا مِنْ شَرْطِكَ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالِى أَحْكُمُ فِيهِ مَا شِئْتُ قَالَ: فَغَضِبَ وَذَهَبَ وَتَرَكَ أَجْرَهُ، قَالَ: فَوَضَعْتُ حَقَّهُ فِى جَانِبٍ مِنَ الْبَيْتِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ مَرَّ بِى بَعْدَ ذَلِكَ بَقَرٌ فَاشْتَرَيْتُ بِهِ فَصِيلَةً مِنَ الْبَقَرِ، فَبَلَغَتْ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَمَرَّ بِى بَعْدَ حِينٍ شَيْخًا ضَعِيفًا لاَ أَعْرِفُهُ فَقَالَ: إِنَّ لِى عِنْدَكَ حَقًّا فَذَكَّرَنِيهِ فذكرته حَتَّى عَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: إِيَّاكَ أَبْغِى هَذَا حَقُّكَ فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ جَمِيعَهَا فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لاَ تَسْخَرْ بِى إِنْ لَمْ تَصَدَّقْ عَلَىَّ فَأَعْطِنِى حَقِّى، قَالَ: وَاللَّهِ لاَ أَسْخَرُ بِكَ إِنَّهَا لَحَقُّكَ مَا لِى مِنْهَا شَىْءٌ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا، قَالَ: فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ حَتَّى رَأَوْا مِنْهُ وَأَبْصَرُوا، قَالَ الآخَرُ: قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً كَانَ لِى فَضْلٌ فَأَصَابَتِ النَّاسَ شِدَّةٌ، فَجَاءَتْنِى امْرَأَةٌ تَطْلُبُ مِنِّى مَعْرُوفًا قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ، فَأَبَتْ عَلَىَّ فَذَهَبَتْ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَذَكَّرَتْنِى بِاللَّهِ فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا وَقُلْتُ لاَ وَاللَّهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ، فَأَبَتْ عَلَىَّ وَذَهَبَتْ فَذَكَرَتْ لِزَوْجِهَا فَقَالَ لَهَا: أَعْطِيهِ نَفْسَكِ وَأَغْنِى عِيَالَكِ، فَرَجَعَتْ إِلَىَّ فَنَاشَدَتْنِى بِاللَّهِ فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا وَقُلْتُ لها: مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أَسْلَمَتْ إِلَىَّ نَفْسَهَا، فَلَمَّا تَكَشَّفْتُهَا وَهَمَمْتُ بِهَا ارْتَعَدَتْ مِنْ تَحْتِى، فَقُلْتُ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، قُلْتُ لَهَا: خِفْتِيهِ فِى الشِّدَّةِ وَلَمْ أَخَفْهُ فِى الرَّجَاءِ، فَتَرَكْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا مَا يَحِقُّ عَلَىَّ بِمَا تَكَشَّفْتُهَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ -[91]- لِوَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا، قَالَ: فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ حَتَّى عَرَفُوا وَتَبَيَّنَ لَهُمْ، قَالَ الآخَرُ: عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً كَانَ لِى أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَكَانَتْ لِى غَنَمٌ، فَكُنْتُ أُطْعِمُ أَبَوَىَّ وَأَسْقِيهِمَا، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى غَنَمِى، قَالَ: فَأَصَابَنِى يَوْمًا غَيْثٌ حَبَسَنِى فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَأَتَيْتُ أَهْلِى وَأَخَذْتُ مِحْلَبِى فَحَلَبْتُ وَغَنَمِى قَائِمَةٌ، فَمَضَيْتُ إِلَى أَبَوَىَّ فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا، فَشَقَّ عَلَىَّ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَشَقَّ عَلَىَّ أَنْ أَتْرُكَ غَنَمِى، فَمَا بَرِحْتُ جَالِسًا وَمِحْلَبِى عَلَى يَدِى حَتَّى أَيْقَظَهُمَا الصُّبْحُ فَسَقَيْتُهُمَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا قَالَ النُّعْمَانُ: لَكَأَنِّى أَسْمَعُ هَذِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْجَبَلُ طَاقْ فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا.
* * *
الصفحة 89
405