كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

قال النووي (¬1): المختار أن لا ترجيح لأحدهما على الآخر. قال ابن دقيق العيد: زيادة الواو تدل على تقدير استحب بعد قوله: "ربنا" بناءً منه على أن الواو عاطفة، وقال أَيضًا النووي في "شرح المهذب" (¬2): يحتمل أنها عاطفة على محذوف (أ): ربنا أطعناك وحمدناك ولك الحمد.
وذكر ابن السكن في "صحيحه" (¬3) عن أَحْمد بن حنبل أنَّه قال: من قال: ربنا ولك الحمد، ومن قال: اللهمَّ ربنا قال: لك الحمد.
قال الأصمعيّ: سألت أَبا عمرو بن العلاء عن الواو في قوله: "ربنا ولك الحمد" فقال: هي زائدة، ويحتمل أن تكون واو الحال (¬4)، والله أعلم.

227 - وعن أبي سعيد الخُدرِيّ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذَا رَفَعَ رأسَه منْ الركوع قال: "اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلءَ السَّموات والأرضِ وملء مَا شئْت مِنْ شيءٍ بَعْدُ، أهْل الثَّناءِ والْمَجْدِ، أحقُّ ما قالَ العبدُ، وكلنا لَكَ عبد، اللهمَّ لا مَانِعَ لمَا أعْطَيتَ ولَا مُعْطِي لمَا مَنَعتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجد مِنْكَ الجَدّ". رواه مسلم (¬5).
¬__________
(أ) زاد في هـ: أي.
__________
(¬1) المجموع 3/ 358.
(¬2) المجموع 3/ 358.
(¬3) الفتح 2/ 272.
(¬4) رجحه ابن الأثير وضعف ما عداه. الفتح 2/ 273.
(¬5) مسلم، الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع 1/ 347 ح 205 - 477، أبو داود (نحوه) الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع. 1/ 529 ح 847، النَّسائيّ، الافتتاح، باب ما يقول في قيامه من الركوع 2/ 156، ابن خزيمة، باب التحميد والدعاء بعد رفع الرأس من الركوع 1/ 300 ح 613، البيهقي، الصلاة، باب القول عند رفع الرأس من الركوع وإذا استوى قائمًا 2/ 94.

الصفحة 101