كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

في الحديث دلالة على شرعية هذا الذكر في الاعتدال، وتطويل هذا الركن، وظاهره: لكل مصلٍّ.
وقوله: "مِلْءَ" بنصب الهمزة نصب على الصدرية ويجوز الرفع، ورجع ابن خالويه النصب، وحكى عن الزجاج وجوب الرفع، ورفعه على خبرية مبتدأ محذوف، ومعناه المبالغة في كثرة الحمد حتَّى ولو كان أجساما لملأ السموات والأرض،
"وأهل": منصوب على النداء أو الاختصاص، والنصب هو الأشهر، ويجوز رفعه على خبرية مبتدأ محذوف. و"الثناء" الوصف الجميل والمدح.
"والمجد: العظمة ونهاية الشرف، وهذا اللفظ هو المشهور في رواية مسلم وقال القاضي (¬1) عياض: وقع في رواية ابن ماهان: "أهل الثناء والحمد".
وقوله: "أحق" بالهمزة كذا في رواية مسلم وغيره.
و"كلنا": بالواو كذلك، ووقع في كتب الفقهاء: "حق ما قال العبد كلنا" .. بحذف الهمزة والواو، والمعنى الصحيح (¬2). وتوجيه هذا علي الرواية الأولى أن "أحق" مبتدأ وخبره: " [اللهمَّ] (أ) لا مانع لما أعطت"، "وكلنا" .. جملة اعتراضية من مبتدأ وخبر، وعلى الرواية الثانية حق: مبتدأ، وخبره كلنا لك عبد.
وقوله: "لا مانع لما أعطيت": جملة مستأنفة، وفي هذا دلالة واضحة
¬__________
(أ) مثبتة في هامش الأصل وساقطة من جـ.
__________
(¬1) شرح مسلم للنووي 2/ 115.
(¬2) قال الإِمام النووي: غير معروف من حيث الرواية وإن كان كلامًا صحيحًا 2/ 119.

الصفحة 102