كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

الركعات، ولأن الأوّل تعقبه حركة بخلاف الثّاني، ولأن المسبوق إذا رآه علم قدر ما سبق به، واستدل به الشَّافعيُّ على أنّ حُكْمَ تشهد صلاة الصُّبح حكم الأخير لعموم قوله "الركعة الاخيرة" (¬1)، واختلف فيه قول أحمد، والمشهور عنه اختصاص التورك بما فيه تشهدان.

207 - وعن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَّهُ كانَ إِذَا قَامَ إِلى الصَّلاة قال: "وَجَّهْت وجهي" إِلى قوله "من المُسْلمين، اللهُمَّ أنت الملك لا إِله إِلا أنت، أنت ربي وأنا عَبْدُكَ" إِلى آخره". رواه مسلم (¬2).
وفي رواية له أنّ ذلك في صلاة اللّيل (¬3).
تمامه: "ظلمتُ نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لَبَّيْكَ، وسعدَيْك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك".
¬__________
(¬1) واستدل الشّافعيّ بقوله في حديث أبي حميد: "في الركعة الأخيرة، واستدل الحنابلة بقوله في الحديث "فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى"، المجموع 3/ 394، والمغني 1/ 533.
(¬2) مسلم، صلاة المسافرين وقصرها، باب الدُّعاء في صلاة اللّيل وقيامه 1/ 534 ح 201 - 771، أبو داود و (نحوه) الصّلاة، باب ما يستفتح به الصّلاة من الدُّعاء 1/ 481 ح 760، التّرمذيّ، الدعوات، باب ما جاء في الدُّعاء عند افتتاح اللّيل 5/ 485 ح 3421، النَّسائيُّ، الافتتاح، نوع آخر من الذكر والدعاء بين التكبير والقراءة 2/ 100 - 101، وابن ماجة مختصرًا، إقامة الصّلاة، باب سجود القرآن 1/ 335 ح 1054، ابن خزيمة في الصّلاة، باب ذكر الدُّعاء بين تكبيرة الافتتاح والقراءة 1/ 235 - 236 ح 462 - 463 - 464، أحمد 1/ 94 - 95.
(¬3) لم أقف عند مسلم على أنّ ذلك في صلاة اللّيل من حديث علي، وأخرجه مسلم من حديث عائشة 1/ 534 ح 200 - 770.

الصفحة 28