كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

السبع لها سكن فروى البيهقي (¬1) عن أبي الضحى عن ابن عبّاس أنه قال: في قوله {وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ} (¬2) قال: "سبع أرضين في كلّ أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كإبراهيمكم وعيسى كعيساكم" (أ).
ثمّ قال: إسناد هذا الحديث عن ابن عبّاس صحيح، غير أني لا أعلم لأبي الضحى متابعًا.
و"حنيفًا": قال الأكثرون معناه مائلا إلى الدين الحق وهو الإسلام، والحنف (ب): الميل ويكون في الخير والشر، وقيل المراد بالحنيف هنا المستقيم، قاله الأزهري وغيره.
وقال أبو عبيد: الحنيفية عند العرب: من كان على دين إبراهيم.
وقوله "وما أنا من المشركين" بيان للحنيف وإيضاح لعناه، والمشرك يطلق على كلّ كافر من عابد وثن وغيره.
وقوله (جـ): "إن صلاتي ونسكي": النسك: العبادة (¬3) وكل ما يتقرب به إلى الله تعالى، وهو مِن عطف العام على الخاص، والنسيكة في
¬__________
(أ) في هـ: كعيسايكم.
(ب) في جـ: والحنيف.
(جـ) في هـ: وكقوله.
__________
(¬1) الأسماء والصفات 389 - 390 قال البيهقي: إسناد هذا الحديث عن ابن عبّاس - رضي الله عنهما - صحيح، وهو شاذ بمرة ولا أعلم لأبي الضحى عليه متابعًا.
وقال ابن كثير وقال: وهو محمول إن صح نقله عنه أنه أخذه ابن عبّاس من الإسرائيليات، البداية والنهاية 1/ 21.
(¬2) الآية، 12 من سورة الطّلاق.
(¬3) النهاية 5/ 48.

الصفحة 30