كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

القراءة، ولذلك عبر عنها بقرآن الفجر لما كانت القراءة فعظم أركانها لطول زمنها فيها (أ). فعمر عنها بها من إطلاق الجزء الأعظم على جميع الشيء. والله أعلم.
فائدة: قال الدميري: رُخَصُ السَّفَر أربع يختص بالطويل، وهي المسح على الخف، والقصر، والجمع، والفطر (¬1)، وأربع تجوز في القصير والطويل: أكل الميْتَة، والتنفل على الراحلة، وإسقاط الصلاة بالتيمم، وترك الجمعة.
وفي المهمات زيادة على ذلك، والأصل في مطلق الرخصة ما روى مسلم عن عائشة (¬2) قال: "رَخَّصَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر فَنَفَرَ عنه ناس، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب حتى بان الغضبُ في وجهه ثم قال: مَا بَالُ أقْوامٍ يرغَبون عما رُخِّص لهم، فوالله لأنا أعلمُهم بالله، وأشدُّهم له خشية". انتهى.

327 - وعن عائشة - رضي الله عنها - "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقصر في السفر ويتم، ويصوم ويفطر". رواه الدارقطني (¬3) ورواته ثقات إلا أنه معلول.
¬__________
(أ) ساقطة من جـ.
__________
(¬1) المغني 2/ 261.
(¬2) مسلم 4/ 1829 ح 128 - 2356 م.
(¬3) الدارقطني، باب القبلة للصائم 2/ 189 ح 44، الحديث رواه الدارقطني بإسناد صحيح، ورواه عن طلحة بن عمر، ودلهم بن صالح، والمغيرة بن زياد وثلاثتهم ضعفاء عن عائشة، قال: والصحيح عن عائشة موقوف.

الصفحة 369