كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

وعن معاذ (¬1) عند أحمد وأبي داود والترمذي وابن حبان والحاكم والدارقطني والبيهقي في غزوة تبوك في الظهر والعصر والمغرب والعشاء، قال الترمذي: حسنٌ غريب (¬2)، تفرد به قتيبة، والمعروف عند أهل العلم حديث معاذ، ليس فيه جمع التقديم (¬3).
وقال أبو سعيد بن يونس: لم يُحَدِّث بهذا الحديث إلا قتيبة، ويُقال: إنه غلط فيه، فغيَّر بعض الأسماء، وإن موضع يزيد بن أبي حبيب، أبو الزبير.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (¬4) عن أبيه: لا أعرفه من حديث يزيد، والذي عندي: أنه دخل له حديث في حديث، وأطنب الحاكم في "علوم الحديث" (¬5) في بيان علة هذا بما حاصله أن البخاري سأل قتيبة: مع مَنْ كتبته؟ فقال: مع (أ) خالد المدائني، قال البخاري: كان خالد
¬__________
(أ) ساقطة من هـ.
__________
(¬1) أحمد 5/ 241 - 242، أبو داود 2/ 18 ح 1220، الترمذي 2/ 438 ح 553، ابن حبان (موارد) 145 ح 549، الدارقطني 1/ 392 - 393، البيهقي 3/ 163.
(¬2) قلت: في نسخة الترمذي المطبوعة إن الترمذي قال: "حسن صحيح" وأشار المحقق إلى أن في بعض النسخ حسن فقط، فلعله لم يطلع على ذلك، والله أعلم.
(¬3) قلت: عبارة التلخيص: المعروف عند أهل العلم حديث معاذ من حديث أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ وليس فيه جمع التقديم الذي أخرجه مسلم. وقال أبو داود: هذا حديث منكر وليس في جميع التقديم حديث قائم 2/ 52.
(¬4) 1/ 91 ح 245.
(¬5) قال الحاكم: هذا حديث رواته أئمة ثقات وهو شاذ الإسناد والمتن، لا نعرف له علة نعلله بها، ولو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث، فلما لم نجد له العلتين خرج عن أن يكون معلولا ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية، ولا وجدنا بهذا المتن بهذا السياق عند أحد من أصحاب أبي الطفيل، ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل فقلنا: الحديث شاذ .. معرفة علوم الحديث 119.

الصفحة 385