كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

وإسناده إلى الله هنا، وفي قوله تعالى: {خَتَمَ الله على قُلُوبِهِمْ} (¬1) فيه وجوه: فعند المعتزلة هو مَجَاز لأنه لا ختم من الله تعالى على الحقيقة، وإنما شبهت القلوب بسبب إعراضهم (أ) عن الحق واستكبارهم عن قبوله، وعدم نفوذ الحق إليها بالأشياء التي استوثق عليها بالختم فلا ينفذ إلى باطنها شيء، وثمَّ وجوه أخر.
وقيل: الختم عبارة عن خلق الكفر في قلوبهم، وهو قول أكثر متكلمي الأشعرية.
وقيل: هو الشهادة عليهم.
وقيل: علامة جعلها الله تعالى في قلوبهم لتعرف بها الملائكة من تمدح ومن تذم (¬2).
والحديث فيه دلالة على وجوب الجمعة، وأنه فرض عين، وهو مجمع على وجوبها على الإطلاق (¬3)، والأكثر أنها فرض عين، وقال في "معالم السُّنَن": (¬4) إنها فرض كفاية عن (ب) أكثر الفقهاء، وفي "البحر" (¬5)
¬__________
(أ) في جـ: اعتراضهم.
(ب) في جـ: عند.
__________
(¬1) الآية 7 من سورة البقرة.
(¬2) لا ينبغي تأويل آيات الصفات، بل يجب إمرارها على ما جاءت من غير تكييف ولا تمثيل كما هو منهج السلف، رحمهم الله تعالى.
(¬3) نقل ابن المنذر إجماع المسلمين على وجوب الجمعة، وحكى ابن قدامة ذلك، المجموع 4/ 311، المغني 2/ 295.
(¬4) معالم السنن 2/ 9.
(¬5) البحر 2/ 4.

الصفحة 402