كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

على عثمان القيام فكان يخطب قائما ثم يجلس فلما كان معاوية خطب الأولى جالسًا والأخرى قائمًا" (¬1).

342 - وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غَضَبهُ حتى كأنهُ منذر جَيْشٍ يقول: صبَّحكم ومسّاكم، ويقول: أما بعدُ فإن خير الحديث كِتابُ الله، وخيرِ الهدي هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ محدثاتها، وكلَّ بدْعةٍ ضلالة". رواه مسلم (¬2).
وفي رواية له: "كانت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة: يَحْمِدُ الله تعالى، ويُثْنِي عَلَيْه، ثمَّ يقول على إِثر ذلك، وقد علا صوته" (¬3).
وفي رواية له: "مَنْ يَهْد الله فلا مُضل له، ومنْ يُضلل فلا هادي له" (¬4).
وللنسائي: "و (أ) كلَّ ضلالة في النَّار" (¬5).
في الحديث دلالة على عظيم (ب) شأن مقام الخطبة، وأن ذلك مما يهول المتكلم، ويعلنه الحال حتي يظهر في خُلُقه وخلْقه، فإن احمرار العينين وعلو الصوت: إنما يكونان عند اشتداد الأمر.
¬__________
(أ) الواو ساقطة من جـ.
(ب) في هـ: عظم.
__________
(¬1) عبد الرزاق 3/ 187 ح 5258، تاريخ المدينة 3/ 963.
(¬2) مسلم، الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة 2/ 592 ح 43 - 867، النسائي، العيد كيف الخطبة 3/ 153، ابن ماجه: المقدمة، باب اجتناب البدع والجدل 1/ 17 ح 45، البيهقي، الجمعة، باب رفع الصوت بالخطبة 3/ 206. شرح السنة 4/ 254.
(¬3) مسلم 2/ 592 - 593 ح 44 - 867 م.
(¬4) مسلم 2/ 593 ح 45 - 867.
(¬5) النسائي 3/ 153.

الصفحة 413