كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

وروت عنها أختها عمرة] (أ) روى عنها عبد الرحمن بن سعد وحبيب بن عبد الرحمن وعمرة بنت عبد الرحمن. في الحديث دلالة على شرعية قراءة السورة في الخطبة في كل جمعة، بل وجوبها، قال العلماء (¬1): سبب اختيار {ق} أنها مشتملة على ذِكر البعث والموت والمواعظ الشديدة والزواجر الأكيدة وفيه دلالة لقراءة شيء من القرآن في الخطبة كما سبق، إلا أنه لا قام الإجماع على عدم وجوب قراءة السورة المذكورة ولا بعضها في الخطبة، فيحمل مواظبته - صلى الله عليه وسلم - عليها (ب) على اختياره لما هو الأحسن في الوعظ والتذكير، ولذلك قال في خطبته: "خير الحديث كتاب الله" (¬2).
وفيه دلالة على لزوم الخطبة للوعظ [وقد رَوَى ابن ماجه (¬3) عن أُبَيّ بن كعب، رضي الله عنه: أنه - صلى الله عليه وسلم - قرأ في يوم الجمعة "تبارك" وهو قائم يذكر (جـ) بأيام الله، وفي رواية لسعيد بن منصور والشافعي (¬4) عن عمر - رضي الله عنه - "أنه كان يقرأ في الخطبة {إِذا الشَّمس كورتْ} ويقطع عند قوله: {ما أحضرت}، وفي إسناده (¬5) انقطاع، ولا يعارض هذا حديث أم هشام إذ يمكن حمل قولها: "في كل جمعة" على الجُمَع] (د)
¬__________
(أ) في هامش الأصل.
(ب) تأخرت "عليها" في هـ على: "- صلى الله عليه وسلم -".
(ب) في جـ: يذكرنا.
(د) ما بين القوسين في قصاصة ماحقه بالأصل.
__________
(¬1) شرح مسلم 2/ 524.
(¬2) مر في 1103 ح 342.
(¬3) ابن ماجه 1/ 352 ح 1111 قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
(¬4) الأم 1/ 178.
(¬5) لأنه من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عمر. وعروة لم يدرك عمر رضي الله عنهم، سير أعلام النبلاء 4/ 422، تهذيب التهذيب 7/ 180.

الصفحة 421