وقودها "والقراءة بالحمدُ لله" (أ): هو برفع الدال على الحكاية يستدل به من يقول أنّ البسملة (¬1) ليست من الفاتحة، وهو قول أنس وأبي وغيرهما (ب) ومالك وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي وقراء المدينة والبصرة والشام، والجواب عنه بأن قولها: "الحمد لله رب العالمين" قصد به اسم سورة الفاتحة، فالمعنى (جـ) أنه يبدأ (د) بهذه السورة، لا بغيرها من السور، كما تقول "قرأت سورة البقرة" أي (هـ): السورة الّتي يذكر فيها، تسميته السورة بذلك لما كانت البقرة مذكورة فيها، كذلك الفاتحة سميت بالحمد لله لما كان (و) مذكورًا فيها.
ويجاب عنه بأنه لو كان كذلك لقالت بالحمد إذ هو المشهور في اسم (ز) الفاتحة، وأما ذكر الآية كاملة فلا يظهر فيما ذكر.
¬__________
(أ) زاد في هـ: و.
(ب) في جـ: وغيرهم.
(جـ) في هـ: والمعنى. وفي جـ: المغني.
(د) في هـ: يبتدأ.
(هـ) في جـ: هي.
(و) في جـ: وسميت الحمد لله لما كانت.
(ز) في جـ: باسم.
__________
(¬1) آراء العلماء في البسملة هل هي آية أم لا، أجمع العلماء على أنّ البسملة آية من سورة النمل وأنها ليست بآية في أول سورة التوبة واختلفوا فيما عداهما:
أ) قال ابن عبّاس وابن عمر وعطاء: إنها آية من سورة الفاتحة ومن كلّ سورة غير براءة.
ب) حكى عن أحمد وإسحاق والثوري أنها آية من الفاتحة.
جـ) عن مالك وأبي حنيفة وداود والأوزاعي ورواية عن أحمد أنها ليست بآية في الفاتحة ولا في أوائل السور كلها.
د) حكى بعض الحنفية أنها آية بين كلّ سورتين غير الأنفال وبراءة وليست من السورة بل هي قرآن مستقل لسورة قصيرة وتحكى عن داود، ويروى عن أحمد. المغني 1/ 476 المجموع 3/ 266، الكافي 1/ 201، الهداية 1/ 48.