وفي حديث عبد الله بن سلام عند ابن ماجه (¬1)، وجابر عند أبي داود والنسائي (¬2): "إِنها ما بَيْنَ صلاة العصرِ إِلى غروب الشمس"، وقد اختلف فيها على أكثر من أربعين قولًا أَمليتها في شرح البخاري (¬3).
أبو بُرْدَة -بضم الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وبالدال المهملة- هو: عامر بن عبد الله بن قيس -وعبد الله هو أبو موسى الأشعري- أحد التابعين المشهورين المكثرين سمع أباه وعليًّا وابن عمر وغيرهم. روي عنه الشّعْبي وأبو إسحاق السِّبِيعي، كان على قضاء الكوفة (¬4) بعد شريح فعزله الحجاج (¬5).
وعبد الله بن سلام هو أبو يوسف عبد الله بن سلام بن الحارث من بني قينقاع الإسرائيلي من ولد يوسف بن يعقوب عليهما السلام وكان حليفًا لبني عوف بن الخزرج، وكان اسمه الحصين فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
¬__________
= النعمان بن عبد السلام عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه موقوف ولا يثبت قوله عن أبيه، وقال أحمد بن حنبل عن حماد بن خالد قلت لمخرمة: سمحت من أبيك شيئًا؟ قال: لا. هذا كلام الدارقطني. وهذا الذي استدركه بناء على القاعدة المعروفة له وأكثر المحدثين أنه إذا تعارض في رواية الحديث وقف ورفع أو إرسال واتصال حكموا بالوقف والإرسال وهي قاعدة ضعيفة ممنوعة. والصحيح طريقة الأصوليين والفقهاء البخاري ومسلم ومحققي المحدثين أنه يحكم بالرفع والاتصال لأنها زيادة ثقة. والله أعلم. شرح مسلم 2/ 505.
(¬1) ابن ماجه، إقامة الصلاة والسنة فيها، الساعة التي ترجى 1/ 360 ح 1139 قال في الزوائد: إسناده صحيح ررجاله ثقات.
(¬2) أبو داود 1/ 636 ح 1048، النسائي، الجمعة، وقت الجمعة 3/ 81. الحاكم، الجمعة 1/ 279، ابن خزيمة 3/ 120 ح 6738، ورجاله ثقات.
(¬3) هذا النقل من الحافظ ابن حجر، وإلا فليس للمؤلف شرح على البخاري فليتنبه.
(¬4) في السير: كان قاضي الكوفة للحجاج فعزله بأخيه أبي بكر 4/ 344.
(¬5) سير أعلام النبلاء 4/ 343 - 346، أخبار القضاة 2/ 408.