كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

الشافعي (¬1)، وأجابوا عن كونه ليس في الصحيحين بأن الترجيح بما في الصحيحين أو (أ) أحدهما إنما هو حيث لا يكون مما انتقده الحفاظ، كحديث أبي موسى هذا فإنه أعل بالانقطاع والاضطراب، أما الانقطاع فلأن (ب) في إسناده مخرمة بن بكير (¬2)، ولم يسمع من أبيه، وقد صرح أيضًا بأنه لم يسمع من أبيه فلا يكون على شرط مسلم، وأما الاضطراب فإن راوية (جـ) كأبي إسحاق وما قبل الأحدب ومعاوية بن قرة وغيرهم أخرجوه عن أبي بردة من قوله، وهؤلاء من أهل الكوفة، وأبو بردة كوفي، فهم أعلم بحديثه من بكير، فلو كان عند أبي بردة مرفوعًا لم يقفوه عليه، وبهذا جزم الدارقطني بأن الموقوف هو الصواب (¬3)، وجمع ابن
¬__________
(أ) في هـ: أن.
(ب) في جـ: فإن.
(جـ) في جـ: رواية.
__________
(¬1) الفتح 2/ 421.
(¬2) مخرمة بن بكير بن عبد الله القرشي أبو المنصور المخزومي، مولاهم، ذكره ابن حجر في الطبقة الأولى من المدلسين، اختلف في سماعه عن أبيه، روي عن الإمام أحمد أنه وثقه وقال: لم يسمع من أبيه شيئًا، وعن يحيى بن معين، وروى سعيد بن أبي مريم قال: سمعت خالي موسى بن سلمة قال: أتيت مخرمة بن بكير فسألته يحدثني عن أبيه قال: ما سمعت من أبي شيئًا إنما هذه كتب وجدناها عندنا عنه. وروى عن الإمام مسلم سماعه وساقه في كتابه، وعن علي بن المديني قال: سمع الشيء اليسير، وذكر إسماعيل بن أبي أوس قال: وجدت في ظهر كتاب مالك: سألت مخرمة عما يحدث به عن أبيه فحلف لي ورب هذه البنية سمعت من أبي، الجرح والتعديل 8/ 363، تهذيب الكمال 3/ 1311، الميزان 4/ 80، التهذيب 10/ 70.
(¬3) انظر كلام الإمام النووي في الرد على ذلك في أول الحديث.

الصفحة 459