كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

وقوله: "فصلى بنا": لفظ البخاري "فصلى لنا" (¬1)، قال المصنف في شرحه (¬2): أي لأجلنا.
وقوله: "فقامت طائفة": الطائفة: تُطْلَق على القليل والكثير حتى على الواحد حتى لو كانوا ثلاثة، جاز للإمام أن يصلي بواحد، والثالث يحرس ثم يصلي مع الإمام وهذا أقل ما تحصل به جماعة الخوف.
وقوله: "مكان الطائفة التي لم تُصَلِّ": "مكان" منصوب على الظرفية بتقدير فعل، أي قاموا في مكان. وفي رواية مالك (¬3): ثم استأخروا مكان الذين لم يصلوا.
وقوله: "وركع بهم ركعة وسجد سجدتين": تمام الحديث في البخاري: "ثم سلم فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين". وهذا لم تختلف فيه الرواية عن ابن عمر، وظاهره أنهم أتموا في حالة واحدة، ويحتمل أنهم أتموا على التعاقب وهو الراجح من حيث المعنى وإلا استلزم أن تضيع الحراسة ولقاء الإمام وحده. وقد ورد هذا مصرحًا به في حديث ابن مسعود أخرجه أبو داود (¬4) بقوله: "ثم سلَّم وقام هؤلاء -أي الطائفة الثانية- فصلوا (أ) لأنفسهم ركعة، ثم سلموا، ثم ذهبوا ورجع أولئك إلى
¬__________
(أ) في جـ: يصلون.
__________
(¬1) لفظ البخاري: (يصلي لنا)، ضبطها المحقق هكذا وفي شرح ابن حجر (فصلى لنا)، الفتح 2/ 430.
(¬2) الفتح 2/ 430.
(¬3) الموطأ 130 ح 3، وهي عند البخاري، 8/ 199 ح 4535، وليس عندهما لفظ "ثم".
(¬4) سنن أبي داود 2/ 37 ح 1244، وهو من رواية أبي عبيدة عن أبيه، وهو لم يسمع منه على الراجح مر في ح 240.

الصفحة 482