كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين" متفق عليه (¬1). زاد مسلم "لا يذكرون بسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم في أول قراءة ولا في آخرها" (¬2).
وفي رواية لأحمد والنَّسائيّ وابن خزيمة: "لا يجهرون ببسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم" (¬3)، وفي أخرى لابن خزيمة "كانوا يسرون" (¬4).
وعلى هذا يحمل النفي في رواية مسلم خلافًا لمن أعلَّهَا.
قوله "كانوا يفتتحون بالحمد لله" بضم الدال وقد تقدم الكلام على هذا.
وقوله: زاد مسلم الحديث: حديث مسلم من طريق الأَوْزَاعِيّ عن قتادة، والعلة فيه أنَّه رواه الأَوْزَاعِيّ عنه مكاتبة (¬5)، وقد ردت هذه العلة بأن الأَوْزَاعِيّ لم ينفرد به فقد رواه أبو يعلى (¬6) عن أَحْمد الدورقي (أ) والسراج
¬__________
(أ) في هـ: الزورقي.
__________
(¬1) البُخَارِيّ كتاب الأذان، باب ما يقول بعد التكبير 2/ 226 ح 743، مسلم نحوه وزاد (وعثمان) كتاب الصلاة، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة 1/ 299 ح 50 - 319، أبو داود وزاد (وعثمان) وباب من لم ير الجهر ببسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم 1/ 494 ح 782، التِّرْمِذِيّ وزاد (وعثمان) الصلاة، باب ما جاء في افتتاح الصلاة بالحمد لله رب العالمين 2/ 15 ح 246، النَّسائيّ، باب القراءة بفاتحة الكتاب قبل السورة 2/ 103، ابن ماجه، باب افتتاح القراءة 1/ 268 ح 813، أَحْمد، وزاد (وعثمان) 3/ 101.
(¬2) رواية مسلم 1/ 299 ح 52 - 399 م.
(¬3) أَحْمد 3/ 179، النَّسائيّ 2/ 104، ابن خزيمة 1/ 249 - 250 ح 495 - 496 - 497.
(¬4) 1/ 250 ح 498، الطَّبْرَانِيّ الكبير 1/ 255 - 256 ح 739، قال الهيثمي: رجاله موثقون مجمع 2/ 1870 وشرح معاني الآثار 1/ 203.
(¬5) قلت: وأورده ابن الصلاح مثالًا للعلة في المتن، وتكلم عليه العراقي في تقييده على ابن الصلاح، وابن حجر في نكته، راجع: ابن الصلاح 83، التقييد والإيضاح 115 - 124، النكت على ابن الصلاح 2/ 748 - 771.
(¬6) مسند أبي يعلى 6/ 18.

الصفحة 66