كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

عن يعقوب الدورقي وعبد الله بن أَحْمد بن عبد الله السلمي ثلاثتهم عن أبي داود الطَّيالِسيّ (¬1) عن شعبة، وكذلك القَدْح فيه من تدليس قتادة فإنَّ ذلك زائل بتصريحه بالسماع من أنس، قال شعبة (¬2): قلتُ لقتادة: سمعته من أنس، قال: نحن سألناه، فزال تدليس احتمال الإرسال منه، وظاهر هذه الرواية حجة لمن لم يثبت البسملة آية من الفاتحة، ولا من غيرها فإن قوله في أول قراءة أراد به أول قراءة الفاتحة.
وقوله: "ولا في آخرها" مُرَادُ به بآخر قراءة الفاتحة عند الشروع في السورة وهو مؤول عند من أثبتها برواية ابن خزيمة (¬3) وأن المراد به إنما هو ترك الجهر بها، ويقولونها سرا فلا ينتهض دليلًا لهم، ورواية "لا يجهرون" رواه سعيد بن أبي عروبة عند (أ) النسائي، وابن حبان، وهمام عند الدارقطني، وشيبان عند الطحاوي، وابن حبان وشعبة أَيضًا من طريق وكيع عنه عند أَحْمد أربعتهم عن قتادة (¬4) ولا يقال هذا اضطراب من قتادة لأنه قد رواه جماعة من أصحاب أنس عنه كذلك، فرواه البُخَارِيّ في "جزء القراءة" (¬5) والسراج وأبو عوانة في "صحيحه" (¬6) من طريق إسحاق بن أبي طلحة. والسراج من طريق ثابت البناني، والبخاري فيه من طريق مالك بن دينار كلهم عن أنس باللفظ الأول، رواه الطَّبْرَانِيّ في الأوسط (¬7) من طريق
¬__________
(أ) في جـ: عن.
__________
(¬1) الطَّيالِسيّ 266 ح 1976.
(¬2) انظر المرجعين السابقين.
(¬3) ابن خزيمة، 1/ 350 ح 498.
(¬4) النَّسائيّ، 2/ 104، الدارقطني 1/ 316، شرح معاني الآثار 1/ 202، أَحْمد 3/ 179.
(¬5) 32 ح 120.
(¬6) مسند أبي عوانة، 2/ 122.
(¬7) مجمع الزوائد، 2/ 108 وعزاه إلى الطَّبْرَانِيّ الأوسط.

الصفحة 67