إحداهن بسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، وهي السبع المثاني، وهي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب" (¬1)، وروى الدارقطني (¬2) من طريق أخرى عن أبي هريرة عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - "أنَّه كان إذا قرأ وهو يؤم النَّاس افتتح ببسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم" (¬3) قال أبو هريرة: هي الآية السابعة.
في الحديث دلالة على وجوب قراءة بسم الله الرَّحْمَن الرحيم مع قراءة الفاتحة، وتحقيق أنها إحدى آياتها وليست بآية مستقلة، وقد ذهب إلى هذا جمهور السلف والعِتْرة جميعا والشافعي وقراء مكة والكوفة (¬4)، وقال محمَّد بن كعب وابن المسيب: هي آية من الفاتحة فقط، قيل: إن منها بعض آية من غيرها، وقال أَحْمد وداود (¬5) ورازي الحنفية: آية مستقلة مُنزّلة بين كل سورتين، وقد تقدم بقية الأقوال فيها.
وهذا الحديث لا ينافيه ما مر من عدم سماعها أو ترك الجهر بها.
إذ مدلوله الأمر بقراءتها من غير تعرض للجهر أو الإسرار.
وقوله "وعنه قال: كان .. إلخ" (أ) الحديث أخرجه الدارقطني والحاكم من طريق الزبيدي، وقال الدارقطني: إسناده (ب) حسن، وقال الحاكم:
¬__________
(أ) ساقطة من هـ.
(ب) في جـ: إسناده
__________
(¬1) سنن البيهقي 2/ 45.
(¬2) الدارقطني 1/ 306.
(¬3) الحديث فيه أبو أويس المدنِيُّ عبد الله بن عبد الله بن أوس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي صدوق يهم مر في ح 4، 7.
(¬4) وكلام العلماء عليها طويل جدًّا، انظر تفصيل المسألة في: المجموع 3/ 267، المغني 1/ 480، حاشية رد المحتار 1/ 491، الاستذكار 2/ 175.
(¬5) الإنصاف 2/ 48، المجموع 3/ 268.