من سورة طويلة (¬1)، إذ لفظ كان يفعل تدل بحسب الأغلب على الدوام أو الغالب.
وقوله "ويسمعنا الآية أحيانًا": فيه دلالة على أن الإسرار في السرية ليس بواجب وأنه لا يجب سجود السهو على من فعل ذلك، وسواء قلنا كان يفعل ذلك عمدًا لبيان الجواز أو بغير قصد للاستغراق في التدبر.
وقوله: "أحيانًا" يدل على تكرر ذلك منه.
وقد أخرج النَّسائيّ (¬2) من حديث البراء: "كنا نصلي خلف النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - الظهر فنسمع منه الآية بعد الآية من سورة لقمان (أ) والذاريات"، ولابن خزيمة (¬3) من حديث أنس نحوه ولكن قال: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.
وقوله "ويطول الرَّكعة الأولى": ونحوه لأبي داود وابن خزيمة (¬4) ومن رواية عبد الرَّزّاق عن عطاء قال: "إنِّي لأحبُّ أنَّ يُطَولَ الإمامُ الرَّكْعَةَ الأولى من كلِّ صلاةٍ حتَّى يكثرَ النَّاسُ في الأولى، ويقصر في الثَّانية" وروى عبد الرَّزّاق (¬5) في آخر حديث أبي (ب) قتادة: "فظننا أنَّه يريد بذلك أن
¬__________
(أ) هـ: القمر.
(ب) ساقطة من جـ وهـ.
__________
(¬1) شرح مسلم 2/ 95، الفتح 2/ 244.
(¬2) النَّسائيّ 2/ 126. وفيه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي ثِقَة عابد كان صوامًا قوامًا، غزا مرارًا، اشتهر بالتدليس واختلط بآخره. مر في ح 84.
(¬3) ابن خزيمة 1/ 257 ح 512، النَّسائيّ 2/ 126، ابن حبان 128 ح 469 (موارد) كشف الأستار 1/ 236.
(¬4) أبو داود 3/ 501 ح 798، ابن خزيمة 1/ 255 ح 507.
(¬5) في المصنف 2/ 104 ح 2675.