كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

225 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: في ركُوعه وسُجُوده: "سُبْحَانَكَ اللهُم وَبحَمْدكَ، اللهُم اغْفرْ لي".
متفق عليه (¬1).
الحديث ورد بألفاظ، ففي لفظ كما في الأصل، وفي لفظ قالت: "ما صلى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بعد أن نزلت (أ) عليه،: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلا يقول: سبحانك ربنا وبحمدك، اللهمَّ اغفر لي" (¬2)، وثبت في رواية بحذف الواو وفي كثير من الروايات بإثباتها.
فيه دلالة على قول ذلك في الركوع والسجود، وهو لا ينافي الحديث الذي قد مر وهو: "أما الركوع فَعَظِّموا فيهِ الرَّبَّ"؛ لأن ذلك يدل على أنَّه محل للتعظيم (ب)، وهذه الزيادة مفهومة من هذا الحديث فيجمع بين الروايتين جميعًا بالجمع بين مدلوليهما مع أن في قوله: "فاجتهدوا فيه بالدعاء" يدل بمفهومه أن غيره لا يجتهد فيه، وأما اليسير من الدعاء فلا يضر، إذ معنى الاجتهاد هو الإكثار منه.
وقوله: "سبحانك" منصوب على المصدرية بتقدير "أسبحك" ومعنى التسبيح التنزيه والتقديس من النقص.
¬__________
(أ) في جـ: نزل.
(ب) زاد في جـ، هـ: و.
__________
(¬1) لفظ البُخَارِيّ ومسلم، بزيادة (ربنا)، وفي النسخ المخطوطة بإسقاطها، البُخَارِيّ: الأذان، باب الدعاء في الركوع 2/ 281 ح 794، مسلم: الصلاة، باب ما يقال في الركوع 1/ 350 ح 217 - 484، أبو داود: الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود 1/ 546 ح 877، النَّسائيّ: نوع آخر من الذكر في الدعاء 1/ 149، ابن ماجه بإسقاط لفظ (ربنا): إقامة الصلاة والسنة فيها، باب التسبيح في الركوع والسجود 1/ 286 ح 889.
(¬2) البُخَارِيّ 8/ 733 ح 4967.

الصفحة 95