كتاب ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين (اسم الجزء: 3)

فتوضأ، فَقُلْتُ: هذه والله كرامة لَك، قَالَ لي: قل: استغفر الله، هذا الماء لعله كَانَ محتبسا، لا تقل هَذَا.
وحدثني رجل جندي بالقدس: أَن الحافظ نزل عندهم بالقدس. وَكَانَ فِي دارهم صهريج قَدْ نقص ماؤه قال لي الحافظ ليلة: قَدْ ضيقنا عليكم فِي الماء فَقُلْتُ: بَل يجعل اللَّه فِيهِ البركة، فَقَالَ: نعم جعل اللَّه فِيهِ البركة. فلما كَانَ الفجر إِذَا بالماء قَدْ زاد نَحْو أربعة أذرع.
وسمعت أبا مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الجبار الْمُقْرِي قَالَ: كَانَ لأهل بَيْتِي في ثوب من ثياب الحافظ يدخرونه للموت، وملحفة من أثر أمه. قَالَ: فسرق مَا فِي بيتنا من الثياب، ففتشوا عَلَى الثوب والملحفة فلم يجدوهما، فحزنوا عليهما. فلما كَانَ بَعْد مدة وجدوهما فِي الصندوق، وَقَدْ كَانُوا فتشوا قبل ذَلِكَ وَلَمْ يجدوهما.
قَالَ الضياء: وكنت أنا وجماعة نسمع على الحافظ بالمصلى الذي جبلنا فِي شدة الحر، فَقَالَ: لو كنا نقوم من هَذَا الحر إلى المسجد، فهممنا بالقيام ولعل بعضنا قام، فَإِذَا سحابة قَدْ غطت الشَّمْس، فَقَالَ: اقعدوا، فرأيت بَعْض أَصْحَابنا ينظر إِلَى بَعْض، ويسردْن الْكَلام بينهم:

الصفحة 22