كتاب ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين (اسم الجزء: 3)

أئمة الأشاعرة مِمَّن كفروه، وكفرهم هُوَ، وَلَمْ يبد من الرجل أَكْثَر مِمَّا يقوله خلق من الْعُلَمَاء الحنابلة والمحدثين: من أَن الصفات الثابت محمولة عَلَى الحقيقة، لا عَلَى المجاز، أعني أَنَّهَا تجري عَلَى مواردها، لا يعبر عَنْهَا بعبارات أخرى، كم فعلته المعتزلة، أَوِ المتأخرون من الأشعرية. هَذَا مَعَ أَن صفاته تَعَالَى لا يماثلها شَيْء.
قَالَ الحافظ الضياء: وجاء شاب من أهل دمشق بفتاوى من أهلها، إِلَى صاحب الحافظ بمصر - وَهُوَ الْعَزِيز عُثْمَان - ومعه كتب: أَن الحنابلة يقولون كذا وكذا، مه يشنعون به ويفترونه عَلَيْهِم. وَكَانَ ذَلِكَ الوقت قَدْ خرج نَحْو الإِسكندرية يتفرج، فَقَالَ: إن رجعنا من هذه السفرة أخرجناك من بلادنا، من يَقُول بِهَذِهِ المقالة. فلم يرجع إلا ميتًا، فإن عدا بِهِ الفرس خلف صيد، فشب بِهِ الفرس وسقط، فخسف صدره. كَذَا حَدَّثَنِي شيخنا يُوسُف بْن الطفيل، وَهُوَ الَّذِي تولى غسله، وأقام ولده موضعه، وأرسلوا إِلَى الأفضل بْن صلاح الدين - وَكَانَ بصرخد - فجاء وأخذ مصر، وذهب إلى دمشق، فلقى الحافد عَبْد الغني فِي الطريق، فأكرمه إكراما كثيرا وبعث يوصي بِهِ بمصر.
فلما وصل الحافظ إِلَى

الصفحة 37