كتاب ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين (اسم الجزء: 3)

وأرسل إليك شفاعة، أَوْ رقعة، يطلب منك شَيْئًا؟ فَقَالَ: لا، فَقُلْتُ: أيها الْمَلِك: والله هَؤُلاءِ الْقَوْم يحسدونه، فهل فِي هذه البلاد أرفع منك؟ قال: لا، فَقُلْتُ: هَذَا الرجل أرفع الْعُلَمَاء، كَمَا أَنْتَ أرفع النَّاس ههنا، فَقَالَ: جزاك اللَّه خيرا كَمَا عرفتني هَذَا.
ثُمَّ إني أرسلت رقعة إِلَى الْمَلِك الكامل أوصيه بِهِ، فأرسل إليّ: تجيء، فمضيت إِلَيْهِ، وإذا عنده جَمَاعَة، مِنْهُم: شيخ الشيوخ - يَعْنِي: ابْن حمويه - وعز الدين الزنجاني، فَقَالَ لي الْمَلِك: نحن فِي أمر الحافظ، فَقُلْتُ: أيها الْمَلِك الْقَوْم يحسدونه، ثُمَّ بيننا هَذَا الشيخ - أعني شيخ الشيوخ - وقلت: بحق كَذَا وكذا، هل سمعت من الحافظ كلاما يخرج عَنِ الإِسلام. فَقَالَ: لا والله، مَا سمعت منه إلا كُل جميل، وَمَا رأيته قط، ثُمَّ تكلم ابْن الزنجاني، فمدح الحافظ مدحا كثيرا، ومدح تلامذته، وَقَالَ: أنا أعرفهم، فَمَا رأيت مثلهم. فَقُلْتُ: وأنا أقول شَيْئًا آخر، فَقَالَ:

الصفحة 39