كتاب ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين (اسم الجزء: 3)

من السنة.
وسمع بدمشق من أَبِي المجد البانياسي، والخضر بْن هبة الله بن طاووس، وَأَحْمَد بْن الموازيني، وغيرهم.
وسمع بمصر من البوصيري، وفاطمة بنت سَعْد الخير، وجماعة.
وسمع ببغداد الكثير من ابْن الجوزي، وابن المعطوش، وابن سكينة، وابن الأخضر، وطبقتهم.
وسمع من أَبِي جَعْفَر الصيدلاني، وطبقته بأصبهان، ومن عَبْد الباقي بْن عُثْمَان بهمدان، ومن المؤيد الطوسي، وطبقته بنيسابور، ومن أَبِي روح بهراة، ومن أَبِي المظفر بْن السمعاني بمْروَ.
ورحل مرتين إِلَى أصبهان، وسمع بها مَا لا يوصف كثرة. وكتب بخطه الكثير من الكتب الكبار وغيرها، ويقال: إنه كتب عَن أزيد من خمسمائة شيخ، وحصل أصولًا كثيرة، وأقام بهراة، ومَرْو مدة، وَلَهُ إجازة من السلفي، وشُهدة.
قَالَ ابْن النجار: كُتب عَنْهُ ببغداد ونيسابور، ودمشق. وَهُوَ حافظ، متقن ثبت ثقة، صدوق نبيل حجة، عالم بالحَدِيث وأحوال الرجال. لَهُ مجموعات وتخريجات، وَهُوَ ورع تقي زاهد، عابد، محتاط فِي أكل الحلال، مجاهد فِي سبيل اللَّه. ولعمري مَا رأت عيناي مثله، فِي نزاهته وعفته، وحسن طريقته، فِي طلب العلم.
وَقَالَ عُمَر بْن الحاجب: شيخنا أَبُو عَبْد اللَّهِ شيخ وقته، ونسيج وحده، علما وحفظا، وثقة ودينا، من الْعُلَمَاء الربانيين، وَهُوَ أكبر من أَن يدل عَلَيْهِ مثلي. كَانَ شديد التحري فِي الرواية، مجتهدا فِي العبادة، كثير

الصفحة 516