كتاب ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين (اسم الجزء: 3)

على عدم القبول فإن المبتدىء يجد مَا لا يجد المنتهى، فَإِنَّهُ ربما مَلَّت النفس وسئمت لتطاول الزمان، وكثرة العبادة. وَقَدْ رَوَى عَن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ ينهي عَن كثرة العبادة والإِفراط فِيهَا، ويأمر بالاقتصاد، خوفا من الملَل. وَقَدْ رَوَى " أَن أهل اليمن لما قدموا المدينة جعلوا يبكون، فَقَالَ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: هكذا كنا حَتَّى قست القلوب ".
وسئل عَن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة؟ فأجاب: خلافته صحيحة. قَالَ: وَقَالَ بَعْض الْعُلَمَاء: بايعه ستون من أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْهُم ابْن عُمَر. وَأَمَّا محبته: فمن أحبه فلا ينكر عَلَيْهِ، ومن لَمْ يحبه فلا يلزمه ذَلِكَ؛ لأنه لَيْسَ من الصحابة الذين صحبوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيلتزم محبتهم إكراما لصحبهم وليس ثمَّ أمر يمتاز بِهِ عَن غيره من خلفاء التابعين، كعبد الْمَلِك وبنيه. وإنما يمنع من التعرض للوقوع فِيهِ؛ خوفا من التسلق إِلَى أَبِيهِ، وسدا لباب الْفِتْنَة.
وَقَالَ: رَوَى عَن إمامنا أَحْمَد: أَنَّهُ قَالَ: من قَالَ: الإيمان مخلوق، فَهُوَ كافر ومن قَالَ: قديم، فَهُوَ مبتدع. قَالَ: وإنما كفر من قَالَ بخلقه؛ لأن الصلاة من الإِيمان، وَهِيَ تشتمل عَلَى قراءة وتسبيح وذكر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. ومن قَالَ بخلق ذَلِكَ كفر. وتشتمل عَلَى قيام وقعود وحركة وسكون، ومن قَالَ بقدم ذَلِكَ ابتدع.
وسئل عَن دخول النِّسَاء الحمام؟ فأجاب: إِذا كَانَ للمرأة عذر فلها أَن تدخل الحمام لأجل الضرورة. والأحاديث فِي هَذَا أسانيدها متقاربة.

الصفحة 55