كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 3)

يرفعه، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (¬1) وذكر فيه الاختلاف وقال في الصحيح: حديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط، يشير إلى حديث أنس بن مالك قال: حسر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فخذه، ورواه أيضًا الترمذي في الاستئذان من حديث سفيان بن عيينة عن أبي النضر عن زرعة عن جده جرهد وقال: ما أرى إسناده بمتصل، وذكره من طريقين وفيهما مقال قال ذلك كله المنذري. (¬2)

2321 - قال - صلى الله عليه وسلم - لعلي: "لا تبرز فخذك ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت".
قلت: رواه أبو داود في الحمام وفي الجنائز وابن ماجه في الجنائز من حديث عاصم بن ضمرة عن علي يرفعه (¬3) قال أبو داود: وهذا الحديث فيه نكارة، وعاصم بن ضمرة قد وثقه ابن معين وعلي بن المديني، وتكلم فيه غير واحد، وقال البخاري في الصحيح: ويروى عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الفحذ
¬__________
(¬1) التاريخ الكبير (2/ 249) و (3/ 440).
(¬2) أخرجه مالك في الموطأ برواية أبي مصعب الزهري رقم (2122)، وقد أخرجه البخاري تعليقًا (1/ 478)، وأخرجه الترمذي في سننه (2795)، والحاكم (4/ 180) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وأطال الحافظ حول هذا الحديث في تغليق التعليق (2/ 209) فراجعه لزامًا، وانظر كلام المنذري في مختصره (6/ 16 - 18).
(¬3) أخرجه أبو داود (3140)، وابن ماجه (1460).
وحديث ابن عباس، أخرجه الترمذي (2796)، وأبو يحيى القتات قال أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة، مناكير جدًّا وقال الحافظ: لين الحديث، وذكر الخلاف في اسمه انظر: التقريب (8512).
حديث محمد بن جحش فقد أخرجه أبو داود (4015)، وابن ماجه (1460)، وقال الحافظ في "الفتح": رجاله رجال الصحيح غير أبي بكر، وقال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" بعد أن عزاه إلى أحمد (5/ 290) والطبراني: رجال أحمد رجال ثقات. وانظر: العلل لابن أبي حاتم (2/ 271)، والتلخيص الحبير (1/ 279)، وأطال الحافظ حول طرق هذا الحديث في كتابه: موافقة الخبر الخبر (2/ 117 - 125) فراجعه لزامًا.

الصفحة 17