كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 3)

عورة" انتهى كلامه، قال المنذري: أما حديث ابن عباس الذي أشار إليه، فأخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب انتهى كلام الترمذي، قال: -أعني المنذري- وفي إسناده: أبو يحيى القتات، واسمه عبد الرحمن بن دينار، وقيل: اسمه زاذان، وقيل: عمران، وقيل: غير ذلك، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة، أما حديث جرهد: فقد تقدم الكلام عليه، وأما حديث محمد بن جحش: فأخرجه البخاري في تاريخه الكبير، وأشار إلى اختلاف فيه. (¬1)

2322 - قال - صلى الله عليه وسلم - لمعمر: "يا معمر! غط فخذيك، فإن الفخذين عورة".
قلت: قد قدمنا في الحديث قبله أن البخاري علقه في صحيحه من حديث محمد بن جحش وأسنده في تاريخه وأشار إلى اختلاف فيه. (¬2)

2323 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والتعري، فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط، وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم".
قلت: رواه الترمذي في الاستئذان من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب يرفعه وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. (¬3)

2324 - أنها كانت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وميمونة، إذ أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احتجبا منه" فقلنا: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفعَمياوان أنتما، ألستما تبصرانه".
¬__________
(¬1) انظر كلام المنذري في مختصر سنن أبي داود (6/ 18 - 19)، وانظر كذلك: الإرواء (269).
(¬2) أخرجه البخاري في تاريخه (1/ 13 - 14)، ورواه معلقًا في صحيحه انظر تغليق التعليق (2/ 212)، وأخرجه أحمد (5/ 290)، وابن قانع (3/ 18)، والحاكم (4/ 180)، وسكت عنه، والبغوي في شرح السنة (2251)، والمزي في تهذيب الكمال (25/ 460)، في ترجمة محمد بن عبد الله بن جحش.
(¬3) أخرجه الترمذي (2800). وفي إسناده ليث بن أبي سليم، قال الحافظ في التقريب (5721): صدوق اختلط جدًّا ولم يتميز حديثه فترك.

الصفحة 18