كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 3)

قلت: رواه الجماعة إلا الترمذي كلهم هنا من حديث أبي هريرة (¬1)، والصحيح في معنى هذا الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال، وآخرها عندهم: ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين، لا أنه أمر بذلك، والحسب هنا: الفعل الحسن من الشخص، ومن آبائه، مأخوذ من الحساب، وذلك أنهم إذا تفاخروا عدّ كل واحد منهم مناقبه، ومآثر آبائه، وحسبها، والحسب بالسكون العدد المعدود كالعد والعدد.

2296 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة".
قلت: رواه مسلم والنسائي هنا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ولم يخرجه البخاري. (¬2)

2297 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "خير نساء ركبن الإبل: نساء قريش، أحْناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده".
قلت: رواه البخاري في النفقات وفي غيره ومسلم في الفضائل من حديث أبي هريرة، وفيه: قال أبو هريرة: ولم تركب مريم بنت عمران بعيرًا قط، والنسائي في عشرة النساء. (¬3)
ومعنى أحناه: أشفقه، والحانية على ولدها: التي تقوم عليهم بعد تيتمهم، فلا تتزوج، فإن تزوجت فليست بحانية، ومعنى ذات يده: أي ماله المضاف إليه، ومعنى ركبن الإبل: نساء العرب، ولهذا قال أبو هريرة في الحديث: "لم تركب مريم بنت عمران بعيرًا قط".
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466)، وأبو داود (2047)، والنسائي (6/ 68)، وابن ماجه (1858).
(¬2) أخرجه مسلم (1467)، والنسائي (6/ 69).
(¬3) أخرجه البخاري (5082)، ومسلم (2527)، والنسائي في الكبرى (9134).

الصفحة 5