كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 3)

"والحارث بن كلدة" قال ابن أبي حاتم (¬1): لم يصح له إسلام، وهو يدل على أن الاستعانة بأهل الذمة جائزة، فليجأهن: أي يرضهن، ونقل الجوهري (¬2) أن الوجيئة: التمر يدق حتى يخرج نواه، ثم يُبَلّ بلبن أو سمن حتى يلزم بعضه بعضًا فيؤكل، وهو فعيلة، واللدود: ما يسقاه الإنسان في أحد جانبي الفم وهو بفتح اللام.

3384 - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل الطبيخ بالرطب، ويقول: "يكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحرّ هذا". (غريب).
قلت: رواه أبو داود في الأطعمة، والترمذي فيه، والنسائي في الوليمة مختصرًا ثلاثتهم من حديث عائشة. (¬3)
"والطبيخ" رواية أبي داود وهي لغة في البطيخ، وقيل: هو مقلوب البطيخ، وقيل هو الهندي.

3385 - قال: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بتمر عتيق، فجعل يفتشه، ويخرج السوس منه.
قلت: رواه أبو داود وابن ماجه في الأطعمة من حديث أنس. (¬4)

3386 - قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بجبنة في تبوك، فدعا بالسكّين، فسمّى وقطع. قلت: رواه أبو داود والترمذي في الأطعمة من حديث أنس (¬5) قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، .. الشعبي عن ابن عمر، قال أبو حاتم الرازي: الشعبي لم يسمع من ابن عمر، وأخرج
¬__________
(¬1) انظر: الجرح والتعديل (3/ 87) وفيه: إن الاستعانة بأهل الذمة في الطب جائزة.
(¬2) الصحاح (1/ 80).
(¬3) أخرجه أبو داود (3836)، والترمذي (1843)، والنسائي في الكبرى (6722) وإسناده صحيح. انظر الصحيحة (57).
(¬4) أخرجه أبو داود (3832) , وابن ماجه (3333) وإسناده صحيح.
(¬5) أخرجه أبو داود (3819). وفي إسناده إبراهيم بن عيينة وهو صدوق يهم كما في "التقريب" (229) وقال في "الميزان" قال أبو حاتم: يأتي بالمناكير، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الذهبي: حديثه صالح، وقال يحيى بن معين: كان مسلمًا صدوقًا لم يكن من أصحاب الحديث. انظر: منهج النسائي في الجرح والتعديل (3/ 1055)، وانظر كذلك: تهذيب الكمال (2/ 163)، وميزان الاعتدال (1/ 51). =

الصفحة 508