كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 3)

البخاري ومسلم في صحيحيهما حديث الشعبي عن ابن عمر، وذكر غير واحد أنه سمع من ابن عمر، وقال الشعبي: قاعدت ابن عمر سنتين أو سنة ونصفًا، وفي إسناد حديث ابن عمر في الجبنة: إبراهيم بن عيينة أخو سفيان، قال أبو حاتم الرازي: شيخ يأتي بالمناكير، وسئل أبو داود السجستاني عن إبراهيم بن عيينة وعمران بن عيينة، ومحمد بن عيينة فقال: كلهم صالح وحديثهم قريب من قريب.
و"الجبنة" أخص من الجبن وهو المأكول، يقال فيهما بضم الجيم وسكون الباء، وضم الجيم والباء وبتشديد النون وهو أفصح، ويقال فيه أيضًا: بضم الجيم وضم الباء مخففًا.
وقال المنذري (¬1): قيل إنه كان يعمله قوم من الكفار ولا تحل ذبائحهم بالأنافح، وكان من المسلمين من يشاركهم في صنعة الجبن، فأباحه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ظاهر الحال، ولم يمتنع من أكله من أجل مشاركة الكفار المسلمين فيه. (¬2)

3387 - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السمن والجبن والفِراء؟ فقال: "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه، فهو مما عفا عنه". (غريب).
قلت: رواه الترمذي في اللباس وابن ماجه في الأطعمة من حديث سلمان الفارسي، قال الترمذي: غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وعلقه الترمذي أيضًا
¬__________
= وكذلك شيخه عمرو بن منصور الهمداني وثقه ابن معين وضعفه أبو حاتم، وقال الحافظ في التقريب (5152): صدوق يهم. وبقية رجاله رجال الصحيح. وأن الشعبي لم يسمع من ابن عمر انظر ذلك في: جامع التحصيل في أحكام المراسيل (ص 204)، وتهذيب الكمال (14/ 28 - 39). وانظر كذلك: مختصر المنذري (5/ 328).
(¬1) مختصر السنن (5/ 328)، لكنه ليس كلام المنذري، بل هو كلام الخطابي وانظره أيضًا في معالم السنن (4/ 235).
(¬2) انظر لموضوع الجبن ما ألّفه أبو بكر الطرطوشي (ت 520 هـ) بعنوان: تحريم الجبن الرومي. من منشورات دار الغرب الإسلامي، فلقد أفاد وأجاد.

الصفحة 509