كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 3)

3392 - قال: أُتينا بجفنة كثيرة الثريد والوَدْر، فخبطت بيدي في نواحيها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كُل من موضع واحدٍ"، ثم أتينا بطبق فيه ألوان التمر، فجعلت آكل من بين يدي، وجالت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطبق، فقال: "يا عكراش! كل من حيث شئت فإنه غير لون". (غريب).
قلت: رواه الترمذي، وابن ماجه كلاهما في الأطعمة من حديث عكراش ابن ذؤيب، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل، وقد تفرد بهذا الحديث، انتهى. (¬1) والعلاء بن الفضل ضعيف، ولم يخرج عن عكراش أحد من أصحاب الكتب الستة غير الترمذي وابن ماجه خرجا له هذا الحديث خاصة.

3393 - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ أهله الوعك، أمر بالحِساء فصُنع، ثم أمرهم فحسوا منه، وكان يقول: "إنه ليرتو فؤادَ الحزين، ويسرو عن فواد السقيم، كما تسرُو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها".
قلت: رواه الترمذي في الطب من حديث عائشة، وقال: حسن صحيح. (¬2)
والوعك: بفتح العين وسكونها، شدة الحمى، والحساء: قال ابن الأثير (¬3): هو بالفتح والمد، طبيخ: يتخذ من دقيق وماء ودهن، وقد يحلى ويكون رقيقًا يحسا، ويرتو: بالراء المهملة والتاء المثناه من فوق أي تشده وتقويه، قوله: "ويسرو عن فؤاد السقيم" قال الزمخشري (¬4): السرو: الكشف سَرَوْتُ عن الثوب، وسريتُه ومنه سُري عن فلان.
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (2039) , وابن ماجه (2274).
وإسناده ضعيف، فيه العلاء بن الفضل وقد تفرد به وهو ضعيف كما في التقريب (5287)، وكذلك شيخه عبيد الله بن عكراش: قال البخاري: لا يثبت حديثه، وقال ابن حبان: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مجهول، وترجم له الحافظ في "التقريب" (4350). وقال: قال البخاري: لا يثبت حديثه.
(¬2) أخرجه الترمذي (2039). وإسناده صحيح.
(¬3) انظر: النهاية (4/ 229).
(¬4) انظر: الفائق (2/ 34).

الصفحة 512