كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 3)

فصل
من الحسان
3406 - أنه أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما يحل لنا من الميتة؟ قال: "ما طعامكم؟ " قلنا: نغتبق ونصطبح، قال: "ذاك، وأبي، الجوع، فأحلّ لهم الميتة على هذه الحالة".
فسّروا قوله: نغتبق، ونصطبح: أي قدح غدوة وقدح عشيةً.
قلت: رواه أبو داود في الأطعمة من حديث الفضل بن دكين عن عقبة بن وهب بن عقبة العامري عن أبيه عن الفُجيع العامري. (¬1)
والتفسير الذي ذكره المصنف نقله أبو داود عن الفضل بن دكين أن عقبة فسره له بذلك، وعقبة بن وهب، قال فيه يحيى بن معين: صالح، وقال علي ابن المديني: قلت لسفيان بن عيينة: عقبة بن وهب، فقال: ما كان ذاك يدري ما هذا الأمر ولا كان من شأنه، يعني الحديث. (¬2)
والظاهر أن القدح هنا من اللبن بالغداة، والقدح من العشي يمسك الرمق ويقيم النفس ولا يشبع الشبع التام، فأباح لهم - صلى الله عليه وسلم - مع ذلك الميتة.
وفيه: ما يدل على أن تناول الميتة مباح إلى أن تأخذ النفس حاجتها من القوت.
والفجيع: بضم الفاء وفتح الجيم وسكون الياء آخر الحروف وبعدها عين مهملة.
¬__________
= انظر: الثقات لابن حبان (7/ 564)، والكاشف (2/ 348)، والتقريب (7449). لكن صدقة بن خالد ثقة، أظن تغيّرت عبارة المؤلف.
(¬1) أخرجه أبو داود (3817). وإسناده فيه عقبة بن وهب العامري يحدث عن أبيه وقال في "التقريب" (4689): مقبول. وقال الذهبي في الميزان (3/ 87): لا يعرف، وخبره لا يصح. ووهب بن عقبة: مستور.
(¬2) انظر: مختصر السنن (5/ 327).

الصفحة 520