كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 3)

قال في المشارق (¬1): من نضار: بضم النون وبالضاد المعجمة أي من خشب جيد، والنضار: الخالص من كل شيء، يقال: قدحٌ نضارٌ على الصفة، وقدحُ نضارٍ على الإضافة، والنضار: الأثل.

3432 - كنا ننبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاء يوكأ أعلاه، وله عَزْلاء، ننبذه غدوة، فيشربه عشاءً، وننبذه عشاءً، فيشربه غدوة.
قلت: رواه مسلم في الأشربة من حديث عائشة، ولم يخرجه البخاري. (¬2)
ويوكأ أعلاه: أي يشد، من الإيكاء: وهو الشد، والوكاء الشداد، قوله: وله عزلاء: هو بفتح العين المهملة وبالزاي المعجمة على وزن فعلاء، قال ابن الأثير (¬3) العزلاء: فم المزادة الأسفل، والجمع: العزائل وأصله العزالي، انتهى.
قال بعضهم: جمع العزلاء: العزالي بفتح اللام وكسرها مثل صحارى وصحاري بالكسر والفتح.

3433 - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينبذ له أول الليل، فيشربه إذا أصبح يومه ذلك، والليلة التي تجيء، والغد، والليلة الأخرى، والغد إلى العصر، فإن بقي شيءٌ سقاه الخادم، أو أمر به فصُب.
قلت: رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه كلهم في الأشربة من حديث ابن عباس ولم يخرجه البخاري (¬4)، قال أبو داود: ومعنى "سقاه الخادم": يبادر به الفساد.

3434 - قال: كان ينبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاءٍ، فإذا لم يجدوا له سقاءً، نبذ له في تورٍ من حجارة.
¬__________
(¬1) مشارق الأنوار (2/ 17)، والنهاية لابن الأثير (5/ 71).
(¬2) أخرجه مسلم (2005).
(¬3) النهاية لابن الأثير (3/ 231).
(¬4) أخرجه مسلم (2004)، وأبو داود (3713)، والنسائي (8/ 333)، وابن ماجه (3399).

الصفحة 533