كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

الجاهلية، فإذا وجد حجراً أحسن منه؛ رمى به، وعبد الآخر؛ فأنزل الله الآية (¬1). [حسن]
* عن أبي رجاء العطاردي؛ قال: كانوا في الجاهلية يأكلون الدم بالعلهز ويعبدون الحجر، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه؛ رموا به وعبدوا الآخر، فإذا فقدوا الآخر؛ أمروا منادياً فنادى: أيها الناس! إن إلهكم قد ضل فالتمسوه؛ فأنزل الله هذه الآية: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} (¬2).
* {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)}.
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: سألت -أو سئل- رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الذنب عند الله أكبر؟ قال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك"، قلت: ثم أي؟ قال: "ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك"، قلت: ثم أي؟ قال: "أن تزاني بحليلة جارك"، قال: ونزلت هذه الآية تصديقاً لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} (¬3). [صحيح]
¬__________
(¬1) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (8/ 2699 رقم 15199)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "الدر المنثور" (6/ 260) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (10/ 120، 121 رقم 120) من طريق أشعث القمي عن جعفر القمي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
قلنا: وسنده حسن.
(¬2) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/ 260) ونسبه لابن مردويه.
(¬3) أخرجه البخاري في "صحيحه" (رقم 4477، 4761، 6001، 6811، 7520، =

الصفحة 16