كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة؛ حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأستغفرن لك ما لم انهَ عنك"؛ فأنزل الله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)} [التوبة: 113]؛ وأنزل الله في أبي طالب، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (¬1). [صحيح]
* عن أبي سعيد بن رافع؛ أنه قال لابن عمر -رضي الله عنهما-: أفي أبي طالب نزلت: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}؟ قال: نعم (¬2). [ضعيف]
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت هذه الآية في أبي طالب (¬3).
* عن السدي مثله (¬4). [ضعيف جداً]
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في "صحيحه" (رقم 4772)، ومسلم في "صحيحه" (24/ 40) وغيرهما، وقد تقدم في سورة التوبة عند آية (113).
(¬2) أخرجه النسائي في "تفسيره" (2/ 145 رقم 404)، والطبري في "جامع البيان" (20/ 59)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 246 و246 - 247 و 247) من طريق سفيان بن عيينة عمرو بن دينار عن أبي سعيد به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه أبو سعيد؛ مجهول لم يرو عنه إلا عمرو بن دينار، ولم يوثقه إلا ابن حبان.
ولذلك قال الذهبي في "الميزان": "لا يعرف"، وفي "التقريب": "مقبول".
فقول السيوطي في "لباب النقول" (ص 165): "بسند جيد"! غير جيد، وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" (6/ 428) لأبي داود في "القدر"، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.
(¬3) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/ 428) ونسبه لابن مردويه.
(¬4) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (20/ 80) من طريق أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي به. =

الصفحة 36