كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

بعد، قال: فذلك قوله -تعالى-: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} إلى قوله: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ}، قال سفيان: سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر (¬1). [صحيح]
* عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: كانت فارس ظاهرة على الروم، وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، وهم أقرب إلى دينهم، فلما نزلت: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} إلى {فِي بِضْعِ سِنِينَ}؛ قالوا: يا أبا بكر! إن صاحبك يقول: "إن الروم تظهر على
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 322 رقم 2620)، و"خلق أفعال العباد" (38 - 39/ 115 و116)، والترمذي (5/ 343، 344 رقم 3193)، والنسائي في "التفسير" (2/ 149، 150 رقم 409)، وأحمد (1/ 276، 304)، والطبري في "جامع البيان" (21/ 12)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 23، 24 رقم 12377/ 2)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (3/ 433)، والحاكم (2/ 410)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/ 330، 331)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (7/ 438، 440 رقم 2987، 2988) من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب"، ونقل عنه ابن كثير في "تفسيره" (3/ 433) قوله: "حسن غريب".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
قلنا: وهو كما قالا -رحمهما الله تعالى-، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه "للمسند" (رقم 2495)، وشيخنا الألباني.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/ 479) وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه والضياء المقدسي.
قلنا: وقد سقط ذكر الثوري من سند الطحاوي في الموضع الأول ونبّه على ذلك الطحاوي.

الصفحة 51