كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: عرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما هو مفتوح على أمته من بعده كفراً كفراً، فسُرَّ بذلك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}؛ فأعطاه الله في الجنة ألف قصر، في كل قصر ما ينبغي له من الولدان والخدم (¬1). [صحيح]
¬__________
= وأخرج الطبراني (2/ 173رقم 1709) بسند صحيح عن شعبة عن الأسود بن قيس عن جندب؛ قال: اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد! ما أرى شيطانك إلا قد تركك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}.
قلنا: وهذا إسناد صحيح على شرطهما ولم يخرجاه بهذا السياق.
وأخرج الترمذي في "جامعه" (5/ 442 رقم 3345)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 558) من طريق ابن أبي عمر وأبي أسامة كلاهما عن سفيان بن عيينة ثني الأسود بن قيس عن جندب؛ قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار فدميت أصبعه؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل أنت إلا إصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت"، قال: فأبطأ عليه جبريل -عليه السلام-، فقال المشركون: قد ودع محمد؛ فأنزل الله -تعالى-: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
قلنا: وسنده صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد أخرجاه بغير هذا السياق.
(¬1) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (30/ 149)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 558)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 277 رقم 10650)، و"الأوسط" (3/ 297 رقم 3209)، والحاكم (2/ 526)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 61)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص 302)، و"الوسيط" (4/ 509)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/ 212) من ثلاثة طرق عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله المخزومي عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه به.
قلنا: وهذا حديث صحيح رجاله ثقات.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "تفرد به عصام بن رواد عن أبيه وقد ضعف". =

الصفحة 521