كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

لو دعا ناديه؛ لأخذته زبانية الله (¬1). [صحيح]
* وعنه -أيضاً-رضي الله عنهما-؛ قال: قال أبو جهل: لئن عاد محمد يصلي إلى القبلة؛ لأقتلنَّه، فعاد؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} إلى قوله: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} فلما قيل لأبي جهل: إنه قد عاد؛ قال: لقد حيل ما بيني وبينه، قال ابن عباس: والله لو تحرك؛ لأخذته الملائكة والناس ينظرون (¬2). [صحيح]
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (رقم 3349)، والنسائي في "تفسيره" (2/ 535، 536 رقم 704)، وأحمد (1/ 256، 329) وابنه عبد الله في "زوائد المسند" (1/ 256)، والطبري في "جامع البيان" (30/ 164)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص 303)، و"الوسيط" (4/ 530)، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/ 298 رقم 181411) من طرق عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس به.
قلنا: وهذا إسناد صحيح.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 139): "في "الصحيح" بعضه، ورجال أحمد رجال الصحيح".
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 564) وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي.
قلنا: هو في البخاري (رقم 4958) من طريق عبد الكريم الجزري عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: قال أبو جهل: لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة؛ لأطأن على عنقه، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "لو فعله؛ لأخذته الملائكة".
وأخرج الطبري في "جامع البيان" (30/ 163، 164): ثني إسحاق بن شاهين ثنا خالد بن عبد الله عن داود عن عكرمة عن ابن عباس؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فجاءه أبو جهل فنهاه أن يصلي؛ فأنزل الله: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى} إلى قوله: {كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}.
قلنا: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
(¬2) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (30/ 165)، والطبراني في "المعجم الأوسط" =

الصفحة 536