كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

* عن أبي أسماء الرحبي؛ قال: بينا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يتغدى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ نزلت هذه الآية: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}؛ فأمسك أبو بكر، وقال: يا رسول الله! أكل ما عملناه من سوء رأيناه؟ فقال: "ما ترون مما تكرهون فذلك ما تجزون، ويؤخر الخير لأهله في الآخرة" (¬1). [ضعيف]
¬__________
= المقدسي في "الأحاديث المختارة" (6/ 230، 231 رقم 2244 - 2247) -، والضياء -أيضاً من طريق آخر- (6/ 229 رقم 2243) من طريق الهيثم بن الربيع ثنا سماك بن عطية عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن أنس به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا سماك بن عطية ولا عن سماك إلا الهيثم، تفرد به زياد بن يحيى".
قلنا: بل توبع عند الطبري والبيهقي.
وسنده ضعيف؛ مداره على الهيثم بن الربيع العقيلي ضعيف؛ كما في "التقريب"، أما الهيثمي؛ فهو في وادٍ آخر؛ فقال في "مجمع الزوائد" (7/ 142): "رواه الطبراني في "الأوسط" وشيخه موسى بن سهل -والظاهر أنه الوشاء- وهو ضعيف".
وهذا وهم من وجوه:
الأول: أنه متابع عند المصادر التي ذكرنا، ولم يعله بالهيثم؛ إذ مدار الحديث عليه.
الثاني: أن شيخ الطبراني ليس هو ابن الوشاء، بل هو ابن عمران الجوني؛ كما نسبه الطبراني نفسه لما ساق أحاديث شيخه في "الأوسط"، وانظر: "الأوسط" (رقم 8371)، ثم إن ابن الوشاء ليس من شيوخ الطبراني، فسبحان الذي لا يغفل ولا ينسى.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(¬1) أخرجه إسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة في "مسنديهما"؛ كما في "المطالب العالية" (9/ 85 رقم 4181)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 201رقم 7897)، والحاكم (2/ 532) عن يزيد بن هارون أنبأ سفيان بن حسين عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء به. =

الصفحة 548