كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

* عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-؛ أنه قال: أنزلت {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)} وأبو بكر الصديق قاعد، فبكى حين أنزلت، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يبكيك يا أبا بكر؟! "، قال: يبكيني هذه السورة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أنكم تخطئون وتذنبون، فيغفر الله لكم؛ لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون، فيغفر لهم" (¬1). [حسن]
* عن أبي إدريس الخولاني: أن أبا بكر كان يأكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزلت هذه الآية: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}؛ فرفع أبو بكر يده من الطعام، وقال: إني لراء ما عملت، قال: لا أعلمه إلا قال: ما عملت من خير وشر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن ما ترى مما تكره فهو مثاقيل ذر شر كثير، ويدخر الله لك مثاقيل ذر الخير حتى تعطاه يوم القيامة، وتصديق ذلك في كتاب الله:
¬__________
= قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله:
"قلت: مرسل".
وهو كما قال.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 593) وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن مردويه.
(¬1) أخرجه ابن جرير الطبري في "جامع البيان" (30/ 175)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص 304)، وابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (ص 75)، والطبراني في "المعجم الكبير" (ص 38 رقم 87 - قطعة من المجلد 13)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 410 رقم 7103) من طرق عن ابن وهب؛ قال: ثنا حيي بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله به.
قلنا: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات رجال الصحيح؛ غير حيي المعافري، وفيه كلام، وفي "التقريب": "صدوق يهم".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 141): "وفيه حيي بن عبد الله المعافري وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 594) وزاد نسبته لابن مردويه.

الصفحة 549