كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 24): "وفيه من لم أعرفه".
وللحديث شاهد من حديث الزبير بن العوام؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضل الله قريشاً بسبع خصال: فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده إلا قرشي، وفضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون، وفضلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيهم غيرهم: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)}، وفضلهم بأن فيهم النبوة والخلافة والحجابة والسقاية".
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9/ 76 رقم 9173) -ومن طريقه العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" (ص 233، 234 رقم 137) -: ثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة ثني أبي ثنا عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير مرفوعاً به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عبد الله بن مصعب، ولا يروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد".
قلنا: وهذا سند حسن في الشواهد؛ رجاله ثقات غير عبد الله بن مصعب بن ثابت ففيه ضعف؛ فقد ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ، ولم يوثقه إلا ابن حبان.
أما شيخ الطبراني مصعب؛ فقال ابن الجزري في "غاية النهاية" (2/ 299): "ضابط محقق قرأ على قالون وله عنه نسخة وهو من جلة أصحابه".
وأبوه إبراهيم صدوق من رجال البخاري.
ومع ذلك توبع مصعب؛ فقد أخرجه البيهقي في "المناقب" (1/ 33)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ 493 رقم 2) من طريق آخر عن مصعب به.
ولذلك قال الحافظ العراقي عقبه: "هذا حديث يصلح أن يخرج للاعتبار به والاستشهاد؛ فإن عبد الله بن مصعب بن ثابت ذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه ابن معين" وهو كما قال.
وقال شيخنا الألباني (4/ 588): "وهو صالح للاستشهاد كما يشير إليه كلامه؛ فهو على الأقل صالح للاعتضاد به والاستشهاد بحديثه، وسائر رجاله ثقات غير شيخ الطبراني مصعب؛ فإني لم أجد له ترجمة. . . لكنه توبع".
ثم قال شيخنا في نهاية البحث: "ولذلك؛ فقد انشرح صدري واطمأنت النفس لقول الحافظ العراقي المتقدم: إنه حديث حسن؛ يعني: لغيره، لا سيما ولبعض فقراته شواهد. . . ". اهـ. =

الصفحة 561