كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

سورة الكوثر.
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: نزلت سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} بمكة (¬1).
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله -تعالى-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)}؛ قال: نهر في بطنان الجنة، حافتاه قباب الدر والياقوت، فيه أزواجه وخدمه، قال: وبأي شيء ذكر ذلك؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل من باب الصفا وخرج من باب المروة، فاستقبله العاص بن وائل السهمي، فرجع العاص إلى قريش، فقالت له قريش: من استقبلك يا أبا عمرو آنفاً؟! قال: ذلك الأبتر؛ يريد: النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حتى أنزل الله هذه السورة: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}؛ يعني: عدوك العاص بن وائل هو الأبتر من الخير، لا أذكر في مكان إلا ذكرت معي يا محمد! فمن ذكرني ولم يذكرك؛ ليس له في الجنة نصيب، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم؛ أما سمعت حسان بن ثابت يقول:
وحَبَاه الإله بالكوثر ... الأكبر فيه النعيم والخيرات (¬2)
* عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم بين أظهرنا؛ إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا: ما أضحكك يا
¬__________
(¬1) أخرجه ابن مردويه؛ كما في "الدر المنثور" (8/ 646). وقال:
وأخرج عن عبد الله بن الزبير وعائشة -رضي الله عنهم- مثله.
(¬2) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 646، 647) ونسبه للطستي.

الصفحة 564