كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

* عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-؛ أنه قال لأحبار اليهود: إني أريد أن أُحْدِثَ بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل عهداً، فانطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة، فوافاهم وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى والناس حوله، فقمت مع الناس، قال: فلما نظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "أنت عبد الله بن سلام؟ "، قال: قلت: نعم، قال: قلت: فانعت لنا ربك؟ قال: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} "؛ قال: وقرأه علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [ضعيف]
¬_________
= وبما أخرجه الطبراني؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 605)، والهروي في "ذم الكلام" (3/ 221 رقم 653) من طريق قيس بن الربيع عن عاصم عن شقيق عن عبد الله قال: قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك؛ فنزلت.
قلنا: وهذا سند حسن في الشواهد؛ لأجل قيس بن الربيع وهو صدوق تغيّر لما كبر، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به.
وهذا يؤكد أن السائل هم قريش أو المشركون، وليس اليهود.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (1/ 375 رقم 89) من طريق قيس به مرسلًا ليس فيه ابن مسعود، ولعل هذا من أوهام قيس؛ لأن الراوي عنه في كلا الروايتين ثقة؛ فتارة كان يسنده، وتارة كان يرسله.
(¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 298 رقم 664)، والطبراني في "المعجم الكبير" (ص 100، 101 رقم 138 - قطعة من المجلد 13)، والهروي في "ذم الكلام" (3/ 215، 216 رقم 650) من طريق محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه - في "ذم الكلام": حدثني أهل بيتي - عن جده به.
قلنا: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: أن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام لم يدرك جده عبد الله بن سلام، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 147) فقال: "رواه الطبراني؛ ورجاله ثقات! إلا أن حمزة لم يدرك جده عبد الله بن سلام".
الثانية: جهالة حمزة هذا؛ فلم يروه عنه إلا ابنه محمد، ولم يوثقه إلا ابن حبان، ومعروف تساهله؛ ولذلك قال عنه الحافظ في "التقريب" (1/ 201): =

الصفحة 581