كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

وآدم من حمأ مسنون، وإبليس من لهب النار، والسماء من دخان، والأرض من زبد الماء، فأخبرنا عن ربك؟ فلم يجبهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه جبريل -عليه السلام- فقال: "يا محمد! {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}: ليس له عروق تتشعب إليه، {اللَّهُ الصَّمَدُ (2)}: ليس بالأجوف لا يأكل ولا يشرب، و {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)}: ليس من خلقه شيء يعدل مكانه، يمسك السماوات والأرض إن زالتا"، هذه السورة ليس فيها ذكر جنة ولا نار، انتسب الله -عزّ وجلّ- إليها؛ فهي له خالصة (¬1). [ضعيف جداً]
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: إن اليهود جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ منهم: كعب بن الأشرف، وحيي بن أخطب، فقالوا: يا محمد! صف لنا ربك الذي بعثك؛ فأنزل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} إلى آخرها (¬2).
* عن أبي سعيد الصنعاني؛ قال: قال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك؛ فأنزل الله -تعالى-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} لأنه ليس بشيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله - جلّ ثناؤه- لا يموت ولا يورث: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}: ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء (¬3). [ضعيف]
¬__________
(¬1) أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (1/ 370، 371 رقم 86) من طريق يحيى بن عبد الله الحراني عن ضرار بن مرة الكوفي عن أبان بن أبي عياش عن أنس به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه علتان:
الأولى: أبان؛ متروك الحديث؛ كما في "التقريب".
الثانية: يحيى بن عبد الله؛ ضعيف؛ كما في "التقريب".
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 670) وزاد نسبته لأبي بكر السمرقندي في "فضائل قل هو الله أحد".
(¬2) ذكره السيوطي في "لباب النقول" (ص 238) ونسبه لابن أبي حاتم.
(¬3) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (30/ 223): ثنا أحمد بن منيع ومحمود بن =

الصفحة 585