كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 3)

سمع، فأتياها وماؤها كأنه قد خضب بالحناء؛ فنزحاها، ثم رفع فأخرجا طلعة؛ فإذا بها إحدى عشرة عقدة، ونزلت هاتان السورتان: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)}؛ فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما قرأ آية؛ انحلت عقدة، حتى انحلت العقد، وانتشر نبي الله للنساء والطعام والشراب (¬1). [ضعيف جداً]
* عن عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -غلام يهودي يخدمه، يقال له: لبيد بن أعصم، وكان تعجبه خدمته، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذوب ولا يدري ما وجعه، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة نائم؛ إذ أتاه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: "ما وجعه؟ قال الذي عند رأسه: مطبوب، قال الذي عند رجليه: من طبه؟ قال الذي عند رأسه: لبيد بن أعصم، قال الذي عند رجليه: بِمَ طبه؟ قال الذي عند رأسه: بمشط ومشاطة، وجف طلعة ذكر بذي ذروان، وهي تحت راعوفة البئر"، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا عائشة، فقال: "يا عائشة! أشعرت أن الله -عزّ وجلّ- قد أنبأني بوجعي؟ "، فلما أصبح؛ غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغدا معه أصحابه إلى البئر، فإذا ماؤها كأنه نقوع الحناء، وإذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سعفه كأنه رؤوس الشياطين.
قال: فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها
¬__________
(¬1) أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/ 198، 199): نا عمر بن حفص عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه علتان:
الأولى: جويبر؛ متروك الحديث.
الثانية: الضحاك لم يلق ابن عباس.

الصفحة 590