كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)

لبث قليلًا فيشهد الهيجا حمل ... لا بأس بالموت إذا حان
فقالت أم سعد:
الحق يا بني .. فقد والله أخّرت، فقالت عائشة: يا أم سعد، لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي، فخافت عليه) (¬1).

هل أصيب سعد بن معاذ رضي الله عنه
أجل .. لقد أصابه سهم في ذراعه رماه مشرك يدعى: حبان بن العرقة .. وهو يرتجز هذه الأبيات المليئة بالحماس والموت .. والتي ربما قالها رجل سابق اسمه: حمل.
سعد بن معاذ .. هذا الفارس العظيم .. والمؤمن النقي .. الذي لا يخشى في الله أحدًا .. والذي دافع عن عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء إشاعة الإفك .. هذا الصحابي الجليل .. أصيب بسهم في ذراعه .. وقد نزف دمًا كثيرًا وحالته خطيرة .. والوضع أخطر .. اعتنى النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الرجل الكريم .. أمر بحمله ومحاولة علاجه .. وصنع قبّة له داخل المسجد النبوي كي يزوره أهله وأصحابه .. ويكون تحت سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وبصره .. لكن سعدًا كان جمالًا .. كان فداءً حتى وهو ينزف .. كان محملًا بالأحلام والانتصارات والأماني ..

أمنية سعد بن معاذ قبل أن يموت
¬__________
(¬1) سنده صحيح رواه ابن إسحاق، ومن طريقه البيهقي (3/ 240) حدثنا عبد الله بن سهل، عن عائشة: أنها كانت .. وعبد الله بن سهل هو أبو ليلى المدني، تابعي ثقة من رجال البخاري ومسلمٌ، وقد قال الإمام البخاري: عبد الله بن سهل سمع من عائشة- التهذيب (12/ 215) والتقريب (2/ 467).

الصفحة 102