كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)

حوله عن مهمته تلك الليلة عندما قال له أحد أصحابه:
(لو أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قاتلت معه وأبليت.
فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريحٌ شديدة وقرٌّ (¬1)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟
فسكتنا. فلم يُجبه منا أحد، ثم قال:
ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟
فسكتنا. فلم يجبه منا أحد، ثم قال:
ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟
فسكتنا. فلم يجبه منا أحد. فقال:
قم يا حذيفة .. فأتنا بخبر القوم.
فلم أجد بدًا إذ دعاني باسمي أن أقوم. قال: اذهب، فأتني بخبر القوم، ولا تذعرهم علي (¬2).
فلما وليت من عنده، جعلت كأنما أمشي في حمام (¬3)، حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي (¬4) ظهره بالنار، فوضعت سهمًا في كبد القوس، فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ولا تذعرهم علي (¬5)، ولو
¬__________
(¬1) أي البرد.
(¬2) لا تثيرهم ولا تحركهم.
(¬3) أي كأنه يسير في حمام دافئ معجزة من عند الله رغم شدة البرد.
(¬4) أي يدفئ.
(¬5) لا تثيرهم ولا تحركهم.

الصفحة 113