كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)
أرض الحبشة، فلما قدم أرض الحبشة مرض، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) (¬1).
فوصلت الوصية إليه - صلى الله عليه وسلم - .. فبعث الرد مع أحد المؤمنين القادمين على هذا القارب الذي يتهادى فوق مياه البحر نحو سواحل الحبشة .. إنه يرسو الآن حاملًا لأم حبيبة البشرى والعزاء .. فقد انقضت أيام حدادها وأحزانها .. وجاء صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبها له - صلى الله عليه وسلم - .. استبشرت أم حبيبة هذا الخبر .. وفرح النجاشى .. فقد وجدها فرصة ولا أنسب ليقدم هدية للنبي - صلى الله عليه وسلم -:
النجاشى يهدى للنبى (صلى الله عليه وسلم) مهر أم حبيبة
مهرها كله .. هدية من النجاشى للنبي -صلى الله عليه وسلم- .. ثم أرسلها مع صحابي كريم اسمه: شرحبيل بن حسنة .. عن ذلك تقول أم حبيبة رضى الله عنها:
(أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش "وكان أتى النجاشى" فمات بأرض الحبشة "وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج أم حبيبة وإنها بأرض الحبشة" فزوجها النجاشى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمهرها عنه أربعة آلاف "ثم جهزها من
¬__________
(¬1) سنده صحيح رواه ابن حبان (الزوائد- 312) أخبرنا ابن خزيمة، حدثنا محمَّد بن يحيى الذهلى, حدثنا سعيد بن كثير بن عفير، حدثنا الليث عن ابن مسافر عن ابن شهاب، عن عروة عن عائشة .. وعروة وابن شهاب الزهري مرا معنا كثيرًا .. أما ابن مسافر فاسمه: عبد الرحمن بن خالد بن مسافر المصري -أمير مصر- قال تلميذه الذهلى عنه: ثبت. قال ابن معين: كان على مصر وكان عنده عن الزهرى كتاب فيه مائتا حديث أو ثلاث مائة كان الليث يحدث بها. وقال العجلى والدارقطنيُّ: ثقة وقال ابن يونس: كان ثبتا في الحديث (التهذيب- 6/ 162) وقال الحافظ: صدوق والأولى أن يقول: ثقة. وسعيد بن كثير بن عفير صدوق عالم بالأنساب انظر التقريب (1/ 304) وهو من شيوخ البخاري ومسلم، وبقية الرجال أئمة ثقات.
الصفحة 150
368