كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)

(انطلقنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية، فأحرم أصحابه ولم أحرم) (¬1) وكان سبب عدم إحرام أبي قتادة هو ما يقوله أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا قتادة الأنصاري على الصدقة وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه محرمين حتى نزلوا بعسفان) (¬2) لكن خبرًا وصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- جعله يوجه أبا قتادة إلى مكان يقال له: (غيقة) حيث تتواجد هناك قوة من المشركين تستعد للانقضاض على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهى قريبة من ساحل البحر الأحمر بين مكة والمدينة.
يقول أبو قتادة رضي الله عنه: (انطلقنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم أحرم، فأُنبئنا بعدوٍ "بغيقة" فتوجهنا نحوهم) (¬3) (فقال - صلى الله عليه وسلم -: خذوا ساحل البحر حتى نلتقى. فأخذوا ساحل البحر، فلما انصرفوا أحرموا كلهم إلا أبا قتادة لم يحرم) (¬4) وقد تركوا (النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقاحة) (¬5) وهو مكان بين مكة والمدينة .. (فبينما هم يسيرون إذ رأوا حُمرُ وحش) (¬6) (فلما رأوه تركوه) (¬7) (فجعل بعضهم يضحك إلى بعض) (¬8).
(وأنا مشغول أخصف نعلي، فلم يؤذنوني به وأحبوا لو أني أبصرته
¬__________
(¬1) حديث صحيح رواه البخاري (1822).
(¬2) رواه البزار وابن حبان من طريق عبد الأعلي بن عبد الأعلى عن عبيد الله بن عمر عن عياض بن عبد الله بن سعد، عن أبي سعيد .. (2/ 18 - زوائد) (9/ 289): عياض تابعى ثقة -التقريب (2/ 96) وعبيد الله مثله وتلميذه ثقة كذلك- التقريب (1/ 465).
(¬3) حديث صحيح رواه البخاري (1822).
(¬4) حديث صحيح رواه البخاري (1824).
(¬5) حديث صحيح رواه البخاري (1823).
(¬6) حديث صحيح رواه البخاري (1824).
(¬7) حديث صحيح رواه البخاري (2854).
(¬8) حديث صحيح رواه البخاري (1822).

الصفحة 158